 |
 |
الارتجال في عمل الجوائز
04-20-2016 10:51
تكاثرت الجوائز التي تمنح للكتاب والأدباء بصورة كبيرة، حتى أن بعض النقاد قال عنها: «بات عدد الجوائز المتاحة يتجاوز عدد الكتاب أنفسهم»، وقد يكون ذلك لرغبة بعض المقتدرين ماديا رفع ذكرهم وتخليد أسمائهم، فيبادرون إلى تأسيس الجوائز الحاملة لأسمائهم حتى وإن لم يتوفر فيها الإحكام والجودة المطلوب توفرهما في الجوائز.
هذه الكثرة وهذا الارتجال في عمل الجوائز، انعكس سلبيا على مستوى الثقة فيها، ففقدت الاحترام ولم تعد معيارا صادقا للتميز، خاصة أن عدد الأعمال التي تنال الجوائز وهي لا ترقى لنيلها يزداد، في الوقت الذي يبقى فيه بعيدا عنها، ما هو أكثر قيمة وأهمية فلا يذكره أحد.
ربما لأن بعض الأدباء والكتاب والنقاد المجيدين لا يركضون وراء الجوائز، فلا يرشحون أعمالهم لها، إيمانا منهم أن العمل الجيد يفرض نفسه دون حاجة لتلميعه بالفوز بجائزة ما، فيبقى المجال مفتوحا لأعمال أخرى لا تمثل الأجود في ساحة النتاج الثقافي والأدبي.
من أمثلة الارتجال في أعمال الجوائز، ما يذكره الجميع قبل سنوات قليلة حين فاز بجائزة الشيخ زايد للكتب ناقد، تبين فيما بعد أن كتابه الذي فاز بالجائزة متضمن سرقة مقتطقات من كتب أخرى، من بينها كتاب لأحد أعضاء اللجنة الاستشارية للجائزة نفسها!!!
وقبل أيام، في المعرض المصاحب لجائزة كتارا لشاعر الرسول المقام في الدوحة، وضعت صورة نزار قباني ونسبت إليه أبيات للشاعر يحيى توفيق في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام التي منها قوله: (عز الورود وطال فيك أوام،،، وأرقت وحدي والأنام نيام).
ومن الواضح أن تلك الأبيات في أسلوبها الشعري تبدو بعيدة كل البعد عن النمط النزاري في الشعر، وهو ما يلحظه أبسط الناس وأقلهم خبرة بالشعر، إلا أن المشرفين على عمل الجائزة لم يدركوا ذلك، ثم لما انتقدت الجائزة على تلك الغلطة اعتذرت، لكنه كان عذرا مخجلا، كانت حجتها أن المعلومات استقيت من الإنترنت!!
حين تكون مصادر المعرفة التي يعتمد عليها المشرفون على الجوائز هي الإنترنت، هل يمكن بعد ذلك إلا أن نقول على الجوائز السلام؟
|
 تعليقات : 0 |  إهداء : 0 |  زيارات : 686 | أضيف في : 04-20-2016 10:51
| شارك :
خدمات المحتوى
|
عزيزة المانع
تقييم
|
|
|
للتواصل من خلال الواتساب
0506662966 ـــ
0569616606
البريد الالكتروني للصحيفة
arartimes@arartimes.com
ص ب 1567
الرمز البريدي 91441