وانتهت سنةٌ ميلاديةٌ على فقدان براءة في مجهول تناسوا إصلاحه.. وانتهت سنة ميلادية ومازالت شلالات الدم تُضَخ بهدوء تام.. وركام من إسمنت وحديد يضم براءة جسد طفل صغير في ليل مظلم برده زمهرير.
وانتهت سنة ميلادية ورجل أعمال يفكر بمنجمةٍ أزداد سعر الذهب أم في انحدار شديد؟ وعرافةٍ تتنبأ له بالبورصة والأسهم والأسعار سائلًا هل لي في القادمة من مزيد؟!
انتهت سنة ميلادية واستقبلت أخرى بألعاب نارية تفرقعت منها الملايين في ظلمة السماء, بينما ظلمة الليل وظلام الجوع والفقر والبرد لم يقشعه سوى سماء ضميره متقد يفكر بحال من أضانهم الفقر والجوع.
انتهت سنة ميلادية وغبار رياحها يداعب شوارع مدينتي المتهالكة صيفًا ويلفحها في الشتاء.. أهو عقوبة من الله أم ابتلاء؟
وانتهت سنة ميلادية بتدهور حال أناس وعيشهم في شتات وتقلب ليس منه انفلات.. ورخاء حال آخرين وبعضهم مما أصاب قومهم في سبات..فلا عبرة أخذوا ولا يدًا مدو في سمو وثبات.
وانتهت هذه السنة حاملة في طيات صفحاتها كل أوضاع البلاد المتوترة والقائمة والقاعدة والتي في ازدياد، ولفت الصفحات بتلك المآسي والأمور الحساسة التي أعيت الحكماء، وأسالت دموع الرحماء واستكتبت أقلام الأدباء.
نعم انتهت ميلادية، انتهت بهدوء غامض أثار الشكوك في نفوس المفسرين.. وأعيت المحللين.. وألجمت المنجمين، انتهت ميلادية وفي عيني أمل وبقلبي يقين بأن القادم المختبئ في طيات القادمة خير عميم وشيء جميل.