قد تكون شبة ظاهرة في مجتمعاتنا إن لم تكن ظاهرة بالفعل وهي عيش بعض الآباء والأمهات بشقاء على بساط الفقر في الوقت نفسه الذي يعيش فيه أبنائهم بسعادة ورخاء .
لماذا لم يلتفت أولئك الأبناء لآبائهم وأمهاتهم الذين أصبحوا بسبب إهمالهم بؤساء ؟ هناك أسباب عديدة بالتأكيد جميعها تصب في حوض القطيعة .
أعتقد أن من بعض الأسباب هو البخل لدى بعض الأبناء وكذلك الإتكالية على أخته أو أخيه في رعاية والديه وبالنهاية يكون الضحية الأباء والأمهات الذين هم بأمس الحاجة بهذه السن للرعاية .
بعض الآباء والأمهات من هو بحاجة للمال ولايقدر على العمل وقد يكون البعض الآخر طريح الفراش يصارع الأمراض يعيش على الأمل .
بالصين أقرت السلطات الصينية تعديلا جديدا على أحد قوانينها الإجتماعية بحيث أصبح القانون يجبر الأبناء على زيارة آبائهم وأمهاتهم وخصوصا كبار السن منهم بشكل منتظم وإلا سيواجهون إمكانية المقاضاة أمام المحاكم .
لقدحث ديننا الإسلامي على بر الوالدين والإحسان إليهما في كل مراحل العمر وضرورة رعايتهم خاصة عندما يكبرون ،قال تعالى : وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما (23) وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب إرحمهما كما ربياني صغيرا (24) سورة الإسراء.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف قيل : من يارسول الله قال : من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة .
نناشد جميع المشايخ على المنابر وجميع القضاة بالمحاكم مناقشة هذه الظاهرة أو القضية التي باتت خطيرة ونأمل وضع آلية تأمن للآباء والأمهات مخصصات مالية تلزم الأبناء بدفعها ورعايتهم ، هذه الآلية تشمل عقوبة صارمة لكل من يخالف بنودها . فكثير من الآباء والأمهات يتحملون سؤال الناس مساعدتهم ويخجلون من تقديم الشكاوى على أبنائهم العاقين لهم .