اختتام برنامج ..التواصل مع علماء اليمن التدريبي بمشاركة ( 62 ) عالماً وداعية يمنياً - تايم تايمز
السبت 15 مارس 2025




الأخبار الحوار الوطني › اختتام برنامج ..التواصل مع علماء اليمن التدريبي بمشاركة ( 62 ) عالماً وداعية يمنياً

اختتام برنامج ..التواصل مع علماء اليمن التدريبي بمشاركة ( 62 ) عالماً وداعية يمنياً

اختتام برنامج ..التواصل مع علماء اليمن التدريبي بمشاركة ( 62 ) عالماً وداعية يمنياً
عرعرتايمزـ خالد العنزي

أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ أن الإسلام العظيم، وما جاء في القرآن، والسنة، وما جاء في السيرة النبوية، وهدي النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ وهدي صحابته هي التي أرست أصول الحوار، فالحوار في قمته التي وصل إليها من نظم فكرة الحوار أو دعمها على مستوى العالم هي كلها مندرجة تحت قول الله ــ جل وعلا ـــ: {وقل لعبادي يقول التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم} ففائدة الحوار أن تقول أحسن ما تجد، ويحذر في الحوار أن يكون للشيطان مدخل على نفوس الناس، وهذه ليست خاصة بالمؤمنين وليس في علاقة بين مؤمن ومؤمن، وإنما هي علاقة بين جنس الناس بعضهم لبعض {وقل لعبادي يقول التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم} وقال ــ جل وعلا ــ: {وقولوا للناس حسنا} أي: قولوا يأهل الايمان, لهذا لما جاءت آية التعامل مع الآخرين في آخر سورة النحل قال ــ جل وعلا ــ: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} والمجادلة والجدال بالتي هي أحسن يعني بأحسن ما تجد، فمنها ينبثق كل ما تعلمناه، وكل ما قيل في تفاريع العلاقة بين المسلمين والمسلمين، أو بين المسلمين وبين غيرهم, لذلك فإن كثيراً من هذه التفاصيل التي نسمعها في برامج الحوار إنما وصل إليها الجهد البشري بدراسته النفسية للتجارب الإنسانية في العلاقة بين الناس بعضهم مع بعض، وفي الإسلام الكثير جداً من ذلك.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها معاليه في الحفل الختامي لـلبرنامج التدريبي لــــ"التواصل مع علماء اليمن" الذي نظمته الوزارة بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وانتهى اليوم الخميس الثاني عشر من شهر شعبان 1437هـ في الرياض بمشاركة (62) عالماً وداعية من اليمن.
وأبان معاليه أن علماء الإسلام لما كثرت الاتجاهات في الإسلام سواء الاتجاهات العقدية، أو الاتجاهات الفلسفية، أو الاتجاهات المذهبيه جعلوا علماً مستقلاً اسمه علم البحث والمناظرة، وجعلوا له آداباً تدرس، ولها متون يدرسها أهل العلم في ضمن ما يدرسونه في الماضي وهي الموسومة بكتب آداب البحث والمناظرة وكثير مما فيها تجدونه اليوم موجودا في الدورات التدريبية لكن بقالب عصري؛ لذلك الدورة التي حضرتموها وأسهمتم بفاعلية في نجاحها ـــ ولله الحمد ـــ هي منطلقة في الأساس ككل قواعد هذا المركز العريق على قصر عمره من منطلقات أساسيات هذه الشريعة؛ أساسيات القرآن والسنة والهدي النبوي وما كان عليه العلماء، ولكن في قوالب عصرية تختلف بحسب اختلاف الزمان والمكان.
وفي هذا السياق، أكد معاليه أن الحاجة ـــ اليوم ـــ إلى طلبة العلم والعلماء بخصوصهم أن يرفعوا مستواهم في كل ما يتعاطاه أهل العصر؛ لأن القيادة لا تكون إلا بمشاركة الناس فيما يعانونه وبلغتهم، واللغة تشمل لسان الكلام وتشمل لسان العقل أو اللسان يشمل لغة اللسان ولغة العقل لهذا قال ـــ جل وعلا ــــ {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}، والبيان هو المقصود بيان الحق بيان الحقيقة الوصول لما هو أفضل تبرئة الذمة الإقناع، هذه كلها أهداف مهمة للوصول للحق واللسان لسان القوم {إلا بلسان قومه} ألسنة الرسل اختلفت بحسب ألسنة الأقوام وأقوام الرسل اختلف لسانهم الكلامي كذلك اختلف لسانهم العقلي ولغتهم العقلية، ولذلك تجد أن الرسل اختلفوا ــــ عليهم الصلاة والسلام ـــ في طريقة مخاطبة الأقوام، مستعرضاً بعض الأمثلة لمخاطبة الرسل ـــ عليهم السلام ــ لأقوامهم؛ كشعيب، وإبراهيم، وموسى ــ عليهم السلام ــ.
ومضى معاليه يقول: الهدف من المجادلة بالتي هي أحسن، الهدف من العلاقات الإنسانية، الهدف مما هو أعظم علاقات المسلمين بالمسلمين الهدف هو الوصول للحق بدون مدخل للشيطان، إن الشيطان ينزغ بينهم المنازعة تؤدي للفشل، ولذلك كل وسيلة للمنازعة والمجادلة تؤدي للفشل يجب اجتنابها؛ قال تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}.
وأفاد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ أن انقسام هذه الأمة بعامة إلى أحزاب وشيع ومذاهب وأفكار، كل يريد الرئاسة له الرئاسة له في الجزئية ، في المسألة المطروحة ، أو الرئاسة العامة في حزبه أو قبيلته أو في بلده أو نحو ذلك هذه كلها مذمومة شرعا، الممدوح شرعا هو الوصول إلى الحق، والرغبة في الوصول إلى الحق، قال الإمام محمد بن إدريس الشافعي ــ رحمه الله تعالى ـــ: (إن قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب) وهذه كلها من فروع التأثر بالقرآن والسنة والاستدلال بهما في منهج العالم، وسلوكه، ومعطياته.
وأردف معاليه يقول : اليوم هناك مغالبة والمغالبة تختلف عن الحوار، المغالبة حيث وجدت بالميدان فتواجه بالمغالبة الميدانية بمعنى الذي يقصد أهله الغلبة بدون النظر إلى حق مثل ما هو موجود اليوم في اليمن، مغالبة لخلاف منهج أهل اليمن أغلبهم مغالبة طائفة وهم الحوثيون مغالبتهم بمذهب يفرض فرضاً على أبناء اليمن ثم المغالبة السياسية التي حصلت وحصل فيها هذا الاستعداء كله هذه مغالبة تحتاج إلى وقفة مغالبة ولكن العلماء وقفة المغالبة لها أهلها ولها مجالها ولها طريقها .
وشدد معاليه على أهمية مثل هذه البرامج التدريبية وقال : أنتم تحتاجون إلى تدريب كبير ومركز في إيصال ما تحملونه من حق وهدى للناس لأن الناس لاشك سيتأثرون، أو تأثروا بما قيل لهم على مدى السنتين الماضيتين تأثروا كثيراً وربما تجدون الكثير من الأقوال ، والآراء، والمفاهيم الجديدة، ونحو ذلك فهذا لا بد التعامل معه بصبر وحكمة وحنكة ، وهذا البرنامج التدريبي يسهم ـــ مع ما في شريف علمكم من العلوم الربانية والعلوم النبوية ـــ في ترتيب العقل في الاستفادة من العلم.
وأبان معاليه أن مبادئ الحوار وأصول الحوار وطرائق الحوار ترتب عقل العالم ؛ لأداء ما عنده من علم بطريقة صحيحة ، كما كانت عليه علوم البحث والمناظرة في الزمن الماضي ، ولذلك إذا كان لكل علم أصول، فيتوصل إلى الصواب في العلم بأصوله فنصل إلى الصواب في الفقه بأصول الفقه، ونصل إلى الصواب في فهم التفسير بعلوم القرآن، وإلى الصواب في اللغة بالنحو، وإلى الصواب في الحديث بمصطلح الحديث، كذلك نصل في الصواب في العلاقات الاجتماعية، والعلاقات الأخوية، والعلاقات البلدية، وعلاقات الدولة الواحدة، والعلاقات مع العالم نصل إلى الصواب في ذلك بفهم أصول الحوار، أي تقعيد قواعد تفيدك في استخدام ما عندك من العلم والثقافة لإيصالها للآخر فهي قواعد عامة بحسب ما عندك من العلم والثقافة تستطيع تستفيد منها ولذلك الذكاء الاجتماعي الذكي الاجتماعي يستفيد من الحوار الاجتماعي كثيراً في تقدمه اجتماعيا مثلما سمعنا أن من فروع الحوار التي يهتم بها هذا المركز هو الحوار الاجتماعي ثم نصل إلى الحوار العقدي، نصل الحوار المذهبي، وليس معنى الحوار كما قد يفهمه البعض أنه هو التنازل، الحوار له قواعد، وأصول بها توصل ما لديك من معلومات، وما لديك من حجج بطريقة سليمة إلى الآخر المحاور، بحيث لا يكون هناك شيطان في النقاش فإذا كان هناك وسيلة تمنع المغالبة، وتمنع نزاعات النفس، وتمنع دخول الشيطان بين الناس في حواراتهم وأحاديثهم فهذه مطلوبة، وهذا البرنامج وغيره من مفاهيم الحوار تؤدي إلى ذلك.
وواصل معالي الوزير آل الشيخ يقول : إن العلم الذي لدى أهل العلم، ولدى طلبة العلم، وما لديهم من علوم كثيرة يحتاج في إيصاله لمن يخالفك؛ لأن من يتعلم منك لا تحتاج معه إلى حوار ، تعلم منك مباشرة ، لكن إذا بدأ الرد الأخذ والعطاء تحتاج هنا إلى تفعيل أصول محاورة الناس ، تفعيل الأصول ، كل ما كان لديك معلومات قيمة كثيرة ، موثقة ، أصيلة واستخدمت هذا القالب الجميل الذي هو قالب الحوار كنت الأقدر على إيصال الحق.
وخلص معاليه مخاطباً علماء اليمن إلى القول : اليوم نحتاج ، وتحتاجون أنتم في بلدكم ، ونحتاج نحن جميعاً في الحياة للوصول والإقناع بما لدينا من الحق والهدى لمثل هذه الدورات المتخصصة في ذلك ، فمثل هذا البرنامج مفيد ويشكل إضافة لطلاب العلم ، ولأهل العلم في اليمن الشقيق ، ولا شك أن دوركم في المستقبل دور كبير جداً فلا بد من الاستعداد له بأنواع الاستعداد ، والعلم سلاح قوي ولكن يحتاج السلاح إلى معرفة بكيفية استخدامه وإيصاله في جميع الأحوال ، والمناسبات.
واختتم معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ ــ كلمته ــ قائلا: نشكر في هذا المقام الإخوة الذين أسهموا في هذه الدورة التدريبية، سائلاً المولى ــ جل وعلا ـــ أن يوفقني وإياكم لما فيه الرشد والسداد، ولإخواني في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في اللجنة التنفيذية لبرنامج التواصل مع علماء اليمن لهم مني الشكر والتقدير على جهودهم الكبيرة في إنجاح هذا البرنامج الذي له أثر ــ بإذن الله تعالى ــ في الحاضر، والمستقبل، اللهم وفق ولاة أمورنا لما فيه من الرشد والسداد، واجعلنا وإياهم من المتعاونين على البر والتقوى، اللهم فاغفر جما، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
من جهته أوضح معالي الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر ـــ في كلمته في الحفل ـــ أن البرنامج الذي شارك فيه علماء اليمن, هو أحد المساهمات الخيرة من المملكة وشعبها تجاه جار وشقيق يمر بظروف صعبة تستدعي منا جميعاً التكاتف؛ لبناء السلام، وترسيخ الوسطية والاعتدال، وتنمية مهارات الحوار والاتصال، ومكافحة التطرف والإرهاب، لافتاً إلى أن البرنامج تضمن تنفيذ العديد من الدورات التدريبية النوعية, مثل: (الحوار المجتمعي, والحوار الحضاري, والحوار الفكري, والحوار الأسري, والحوار الإعلامي)، لتأهيل المشاركين، وتحسين مهارات الحوار المجتمعي لديهم، واكتساب مهارات التواصل الحضاري والفكري والثقافي من أجل فهم أكبر للمتغيرات وتحليل أعمق للمستجدات, وهي أساسيات حيوية لكل عالم وداعية, وذلك من أجل مواجهة التحديات والمستجدات التي تفرضها المتغيرات والأحداث, ومن أجل المشاركة في بناء أوطانهم وحمايتها من شرر الفتن ونيران الصراعات التي يمكن احتواؤها ووأدها بالحوار والتعايش.
وقال: إن أدوات ومهارات مهمة كالتي في هذا البرنامج يحتاجها العلماء والدعاة، وهي بحاجة إلى التطوير والتحصيل المستمر عبر التدريب، والمناقشة، والاطلاع على التجارب المثمرة، وعبر التواصل مع الآخرين, وأن التطوير والتغيير والإصلاح لا يتم إلا من خلال الحوار المجتمعي البناء، والتعايش المتسامح بين مختلف الناس، وعبر العمل والتفاهم الجماعي في المجتمعات, مؤكداً تعزيز ثقافة الحوار، ومهارات الاتصال عند هذه الشريحة، بهدف تطوير قدرات الاتصال والتواصل مع أفراد ومؤسسات المجتمع الآخرين, ومع البرنامج، يعتبر درة البرنامج التي يقدمها المركز للعلماء والباحثين.
واختتم معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر كلمته قائلاً : إن المركز يتشرف برفع وتقديم خالص الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـــ أيده الله بنصره ــ على الدعم والرعاية, وإلى معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على إتاحة الفرصة للمركز للمساهمة في برنامج التواصل مع علماء اليمن الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
وفي نهاية الحفل، قام معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ بتسليم شهادات إنهاء الدورة لأصحاب الفضيلة المتدربين، كما قام معاليه بتقديم درع الوزارة لمعالي الأستاذ فيصل بن معمر الذي قدم بدوره هدية لمعالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ.


image
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

image
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

image
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

image
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل


image
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

image
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

تعليقات تعليقات : 0 | إهداء إهداء : 0 | زيارات زيارات : 842 | أضيف في : 05-20-2016 02:18 | شارك :


تعليقات الفيس بوك

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (2 صوت)

install tracking codes
للتواصل من خلال الواتساب 0506662966 ـــ 0569616606 البريد الالكتروني للصحيفة arartimes@arartimes.com ص ب 1567 الرمز البريدي 91441