 |
|
الزيد اليمنيون رفعوا صور الملك سلمان تقديراً لقائد عربي أنقذهم من حرب أهلية مدمّرة
عرعر تايمز - متابعات - خالد العنزى:
يقول الدكتور عمر الزيد، المتخصّص في الشؤون الإيرانية، والباحث في الفكر الشيعي، إن حدوث "خيانة" في صفوف الجيش اليمني، وخاصة "الحرس الجمهوري"، الذي يتحكم فيه علي عبدالله صالح، وابنه العميل، مكَّن عصابة "الحوثيين" من السيطرة على دولة بحجم اليمن، وسقوط العاصمة صنعاء في ساعة واحدة.. مؤكداً في حواره مع "سبق" أن حمل الشعب اليمني صور الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورفعهم أعلام السعودية دليلٌ على التأييد المطلق، والدور الوطني الإسلامي الذي قامت به السعودية ضدّ الاحتلال الصفوي الإيراني لليمن، ولمنعه من الانزلاق إلى حرب أهلية مدمّرة، و"صوملة" تستمر لعشرات السنين. مشيراً إلى أن إيران عدوٌ مراوغ، ولا يستطيع المواجهة وستستمر في مكائدها، وخبثها، في إمداد الحوثيين لإشغال قوات التحالف المشاركة في (عاصفة الحزم) في عقر دارها، وستحرِّك خلاياها النائمة وعملاءها لتخويف السعودية، والكويت، والبحرين وابتزازها سياسياً للتوقف عن هذا المشروع العظيم.
وتناول الحوار عدداً من المحاور حول "عاصفة الحزم"، وتطورات الأحداث في اليمن، وتوجهات الحوثيين الحالية، والموقف الإيراني .. فإلى تفاصيل الحوار:
** كيف لعصابة كـ (الحوثيين) أن تبتلع دولة كاملة كاليمن بمؤسساتها العسكرية وجيشها؟
الحوثيون لم يواجهوا أيَّ مقاومة في اليمن، وكانوا يتحركون في فراغ لا ينافسهم فيه أحدٌ.. والسبب أن الجيش اليمني موالٍ لعلي عبدالله صالح؛ الرئيس المخلوع، وكان أغلبه خائناً؛ ما مكّن الحوثيين من السيطرة على العاصمة صنعاء وسقوطها في أيديهم. ولم يقاوم الحوثيين إلا اللواء علي محسن الأحمر، وكذلك اللواء القشيبي الذي حُوصر ثم قُتل. ولك أن تتخيّل أن قرية يمنية صغيرة اسمها (دماج) لا تبعد أكثر من 5 كم من مدينة صعدة - مقر الحوثيين - صمدت في وجه قوات الحوثي شهوراً عدة، ولم تسقط في أيديهم، وكذلك منطقة (الجوف) اليمنية صمد فيها رجال القبائل بقيادة الحسن أبكر، وكذلك قبائل مآرب صمدت في وجه عصابات الحوثي؛ ما يدل على ضعفهم. لكن الجيش اليمني، وخاصة وحدات "الحرس الجمهوري" الخائن الذي يتحكم فيه علي عبدالله صالح وابنه العميل ترك الحوثيين يسيطرون ويسقطون صنعاء في ساعة واحدة.
وللعلم فإنه في عام 2009م عندما واجه الجيش السعودي عصابات الحوثيين على الحدود الجنوبية السعودية أعطى علي عبدالله صالح - الرئيس اليمني آنذاك - للسعوديين إحداثيات معينة لقصفها كمواقع الحوثيين فتبيّن أنها مركز قيادة عمليات الجيش الوطني اليمني الحر بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، وهذا يدل على درجة الخيانة.
** ما ردة فعل الحوثيين المتوقعة بعد قصف (عاصفة الحزم)؟
سيتخلى الكثير من الأفراد، والجماعات، والمرتزقة عن الحوثيين، وستنشق بعض وحدات الجيش اليمني عنهم، وستنضم لتؤيد الشرعية اليمنية التي يمثلها الرئيس عبد ربه منصور هادي، وبالتأكيد سيتم عزل الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، وستتلاشى قوة الحوثيين من اليمن نهائياً، وسيعود للقيادة اللواء علي محسن الأحمر؛ الذي يعد رجل اليمن القوي في المستقبل. وبدأت هذه المؤشرات تتضح من التأييد والمساندة الكبيرين، وعندها سيعرف الحوثيون حجمهم الحقيقي، فالقبائل اليمنية الشريفة تزحف نحو مقر الحوثيين (صعدة)، وبعدها لن تقوم لهم قائمة بعد اليوم. ولن يظهر في اليمن الحكم الإمامي الزيدي.
**هل تتوقع تراجع الدعم الإيراني للحوثيين في اليمن بعد (عاصفة الحزم)؟
إيران عدوٌ مراوغ، ولا يستطيع المواجهة وستستمر في مكائدها، وخبثها، وفي إمداد الحوثيين لإشغال قوات التحالف المشاركة في (عاصفة الحزم) في عقر دارها، ودفعها للتراجع عن هذا القرار، وستحرِّك خلاياها النائمة وعملاءها لتخويف السعودية، وابتزازها سياسياً للتوقف عن هذا المشروع العظيم. وستطلق حرباً إعلامية، ونفسية وتخريباً في الكويت والبحرين لكن لن تجدي نفعاً؛ فعاصفة الحزم تحوَّلت إلى إعصارٍ من الدرجة الـ 5 يضرب حاليا في الضاحية الجنوبية من بيروت، ومدينة قم الإيرانية، وطهران، وسوريا، والعراق وعواصم الخائنين.
** شعار الحوثيين الذي يردّد دائماً (الله أكبر.. الموت لأمريكا وإسرائيل اللعنة على اليهود والنصر للإسلام) هل يعبّر عن توجههم وتفكيرهم أم مجرد شعار كاذب؟
شعار كاذبٌ وذر الرماد في العيون، فإيران تلعب على هذا الوتر الحسّاس للأمة الإسلامية التي تعد قضية فلسطين من أكبر قضاياها، وإيران تستخدم هذا الشعار العاطفي لتظهر أنها تحارب أمريكا وإسرائيل، في حين أنها تتضامن معهما. وتفضحها تحالفاتها مع أمريكا أو ما تسميه الشيطان الأكبر في العراق، وسوريا ضدّ أهل السنة، وكذلك تحالفت معها في أفغانستان منذ عام 2001م حتى الآن.
والحرس الثوري الإيراني حالياً وبغطاء أمريكا يحتل جنوب سوريا ومدينة درعة. وهذا الشعار الحوثي كاذب فعندما احتلوا صنعاء قاموا بحراسة السفارة الأمريكية مباشرة.
** ماذا يعني حمل أغلب الشعب اليمني صور الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورفع أعلام السعودية في المظاهرات المؤيدة لعاصفة الحزم؟
حمل الشعب اليمني صور الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورفع أعلام السعودية، دليلٌ على التأييد المطلق، والدور الوطني الإسلامي الذي قامت به السعودية ضد الاحتلال الصفوي الإيراني لليمن. والشعب اليمني يدرك أن السعودية قامت بعاصفة الحزم لمنع اليمن من الانزلاق لحرب أهلية مدمرة و"صوملة" كانت ستستمر لعشرات السنين، ولو قامت حرب أهلية في اليمن فلن يُوقفها شيءٌ؛ لكن "عاصفة الحزم" أوقفتها في بدايتها وخلصت اليمن من بغي الحوثيين وعدوانهم على الأرواح والممتلكات، فالحوثيون قتلوا العشرات من اليمنيين وهدموا المساجد، ومدارس تحفيظ القرآن الكريم وكل هذا التأييد الكامل من الشعب اليمني للسعودية وحلفائها دليل تقديره ومحبته.
** هل كان الحوثيون يسيرون على خطى "حزب الله" اللبناني كحزب ديني سياسي مسلح؟
كانوا يسعون لذلك، وهذا من ضمن الأهداف الإيرانية رغم أن طبيعة وتركيبة الشعب اليمني تختلف عن تركيبة الشعب اللبناني. وحزب الله اللبناني ظهر عندما كانت سوريا تحتل لبنان منذ السبعينيات حتى عام 2005م، وتضافرت جهود إيران وسوريا لتقوية حزب الله اللبناني، وساعدت في القضاء على خصومه، لكن الشعب اليمني مختلف تماماً عن الشعب اللبناني.
** هل كانت تسيطر على الحوثيين فكرة تأسيس (الهلال الشيعي) في جنوب الجزيرة العربية؟
نعم، فالحوثيون تأسّسوا في التسعينيات بعد انفصال تنظيم الشباب المؤمن عن حزب الحق لتكون الذراع الإيرانية في اليمن، وبدأ الحوثيون بعدها يرسلون البعثات الدراسية لمدينة "قم" الإيرانية، ومنَ عاد منهم هو من يقود الميليشيات الحوثية حالياً، والأساس كان تسيطر عليهم إقامة دولة شيعية في اليمن مؤيدة، ومنفذة للسياسات، وللأهداف الإيرانية في المنطقة، وخنجر ضدّ السعودية في جنوبها لتحاصرها من الشمال والجنوب ضمن المشروع الصفوي الكبير.
** هل فعلاً الحوثيون هدّدوا باحتلال الحرميْن الشريفيْن ومكة المكرّمة والمدينة المنوّرة؟
نعم، وهم لا يخفون ذلك. ويردّدونه في أدبياتهم. وإيران هدفها الاستراتيجي الوصول للمدينة المنوّرة حيث أهم قبور الأئمة عندهم في "البقيع" كقبر "فاطمة الزهراء" التي يعبدونها من دون الله، وقبر الحسن بن علي، وقبر زين العابدين بن الحسين بن علي، وقبر محمد الباقر، وجعفر الصادق.. الذين يعتبرونهم آلهة، ومن أهم القبور في المدينة المنوّرة حتى يتسنى لإيران إقامة المعابد الشركية والوثنية وجعلها مزارات وإن أخفوا ذلك من باب التقية.
لكن الهدف الإستراتيجي الصفوي في العراق واليمن لن ينجح ومخططاتهم فشلت، فالله حمى المدينة المنوّرة والحرمين الشريفين في ظروفٍ أعقد من هذه الظروف.
و(عاصفة الحزم) وحّدت العالم الإسلامي ضدّ الخطر الصفوي الإيراني.. والأحلام الصفوية تبدّدت.
 تعليقات : 0 |  إهداء : 0 |  زيارات : 818 | أضيف في : 04-06-2015 11:34
| شارك :
تعليقات الفيس بوك
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|
للتواصل من خلال الواتساب
0506662966 ـــ
0569616606
البريد الالكتروني للصحيفة
arartimes@arartimes.com
ص ب 1567
الرمز البريدي 91441
