ورشة "الإعلام الجديد والمواطنة": عملية الحوار تتأثر بالتصنيفات بالفكرية وكثرة الشائعات - تايم تايمز
الأحد 16 مارس 2025




الأخبار الحوار الوطني › ورشة "الإعلام الجديد والمواطنة": عملية الحوار تتأثر بالتصنيفات بالفكرية وكثرة الشائعات

ورشة "الإعلام الجديد والمواطنة": عملية الحوار تتأثر بالتصنيفات بالفكرية وكثرة الشائعات

نظمها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني لمناقشة لغة الحوار في الشبكات الاجتماعية
ورشة
عرعرتايمزـ خالد العنزي

- السلطان: للإعلام دور حيوي في تعزيز الانتماء الوطني عبر تبني أفضل أساليب التوعية والتثقيف


أكد متخصصون ومهتمون في وسائل الإعلام الجديد أن أغلب الحوارات في الشبكات الاجتماعية باتت وبصورة غير مباشرة مرتبطة أكثر بالجوانب السلبية لعملية الحوار، وتحتوي على كمية كبيرة من التذمر وعدم الرضا وإطلاق التصنيفات والأحكام المسبقة وتصيد الأخطاء من شخص وطرف ضد آخر، إضافة إلى شيوع أسلوب السخرية والانتقاص من الآخرين، كما أن لغة الحوار تتأثر بكثرة الإشاعات والمعلومات الخاطئة.
وأوضح المشاركون في ورشة "الإعلام الجديد والمواطنة"، والتي عقدت في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يوم أمس الإثنين 29 ربيع الآخر 1437هـ، على هامش حفل مسابقة "حواركم" للأفلام القصيرة، وبحضور نحو 20 شخصاً من الناشطين والمختصين في وسائط التواصل الاجتماعي، أهمية استشعار المسؤولية الوطنية والاجتماعية بالنسبة لمستخدمي الشبكات الاجتماعية وغيرها من وسائل الإعلام الجديد، وضرورة تفعيل دور ومسؤولية المؤثرين في هذه المنصات الإعلامية في تعزيز اللحمة الوطنية والتوعية ومحاربة الخطاب المتعصب الفكري والعاطفي، ومقترحين سبل مواجهته.
وفي بداية الورشة تحدث سعادة الدكتور فهد بن سلطان السلطان، نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، عن جهود مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في تبني القضايا والمواضيع التي تعزز من روابط اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي والتعايش بين جميع أطياف المجتمع، مشيراً إلى الدور الكبير الذي يقع على المتخصصين والمهتمين والمؤثرين من مستخدمي هذه الشبكات في تعزيز التلاحم المجتمعي ونشر ثقافة المسؤولية الوطنية.
وقال إن الإعلام ولا سيما الجديد منه بات عاملاً حيوياً في تعزيز الانتماء الوطني عبر تبني أفضل أساليب التوعية والتثقيف حول مفهوم المواطنة والمسؤولية الاجتماعية.

وبدأت الورشة في محورها الأول في مناقشة "لغة الحوار في الشبكات الاجتماعية" وتأثيرها على المستخدمين، واستعرض المشاركين فيها مفهوم وأنواع الحوار وطبيعة التواصل في الشبكات الاجتماعية، والفروقات بينها عبر الصور المباشرة وغير المباشرة، إضافة إلى معرفة الأساليب الإقصائية في طريقة الحوار، وأنواع التواصل السلبية أو الإيجابية ضمن هذه الشبكات.
وبيّن المشاركون في الورشة من خلال مداخلاتهم أن من أهم الأسباب التي أضعفت من عملية الحوار وأدى إلى غيابها في مواضع كثيرة إطلاق التصنيفات والأحكام المسبقة بين المتحاورين، وتجنب المواضيع الرئيسية للقضايا والخوض في هوامشها وخارجها على حساب الموضوع الرئيسي، الأمر الذي جعل عملية الحوار تنتهي سلبيا بالانتصار للذات والبحث عن الشهرة عبر التطرف بالرد، وليس بهدف الوصول لنقطة التقاء ومحاولة لفهم الموضوع.

وفي المحور الثاني "الخطاب المتطرف في الشبكات الاجتماعية وسبل المواجهة" نبه المشاركون إلى ضرورة إدراك خطورة هذا الخطاب، وتأثيره الكبير الفكري والعاطفي، واستغلاله للعاطفة الدينية كأسلوب جماهيري تحريضي، محذرين في الوقت نفسه من بوادر الخطاب المتعصب وأهمها مصادرة الآراء الأخرى، وعدم تقبل الطرف الآخر، والتعصب للرأي الشخصي، وكذلك الإساءة والتجاوزات الأخلاقية بحق الآخرين عند الاختلاف معهم.
واقترحوا نشر ثقافة استيعاب واحترام الرأي والرأي الآخر، ومحاولة فهم إدارة الحوار بحيث لا يتحول إلى نقاش عقيم وجدلي، وعدم الخوض في المواضيع الطائفية والمناطقية والقبائلية والحرص على نشر الإيجابية وطرح المواضيع الوطنية المهمة للجميع، كما اقترحوا إبراز النماذج الإيجابية وتوعية مستخدمي الشبكات الاجتماعية بخصوص التعصب والتطرف.

وشدّد المتخصصون من المشاركين في الورشة على ضرورة تحديد الفئة المستهدفة المباشرة واستخدام الوسيلة الأفضل والمناسبة للجمهور المستهدف عند صياغة وتصميم الحملات التوعوية، وذلك خلال مناقشتهم للمحور الثالث "أثر الحملات التوعوية على مستخدمي هذه المواقع"، داعين إلى استخدام أساليب توعوية مبتكرة ومشوقة، حيث أن هناك عشوائية في الأساليب وفي عملية استهداف الجمهور، الأمر الذي قاد بعض الحملات إلى اعتماد أساليب مملة وغير مواكبة، كما شددوا أيضاً على ضرورة العمل مع الشباب عند صياغة الحملات التي تستهدف الشباب لأنهم أكثر فهما وقربا لأقرانهم المستهدفين.
وأضافوا أن الاستخدام الأمثل لوسائل الإعلام الجديد مع التوعية الفاعلة والتفاعلية سيعززان من الهوية واللحمة الوطنية، وسيحاربان الفكر المتعصب والمتطرف، وذلك من خلال التوعية المؤثرة وتحديد الفئة المستهدفة والاستفادة من المؤثرين في المجتمع، وإيجاد مساحات كافية للتفاعل من قبل المستهدفين، وتبني أفضل الأساليب والمصادر لعرض الرسائل القابلة للتطبيق.
وتطرق المشاركون لعدد من العوامل المساعدة في خلق أثر فعال في الحملات التوعوية في الشبكات الاجتماعية، ومنها خلق الإحساس بالمسؤولية عند الفرد، والتفكير بالطرق الإبداعية، والابتعاد عن الطرق التقليدية في التوعية كالتلقين والطرح المباشر، مشيرين إلى جاذبية استقطاب الشخصيات الملهمة والإيجابية، وبناء تحالفات وشراكات مع الجهات الأخرى لضمان وصول الرسالة عبر أكثر من قناة.

وفي المحور الرابع والمخصص لمناقشة "دور الشباب المؤثر في الشبكات الاجتماعية في تعزيز المواطنة" رأى المشاركون أن الطرق الأكثر تأثيرا عند الشباب هي مسايرة ثقافتهم وجيلهم عند طرح الفكرة، والتحدث بنفس لغتهم، وإلا سيكونوا في عزلة عن محيطهم وعن أي حملة توعوية تستهدفهم، مؤكدين على أهمية نشر قيم إيجابية مثل احترام الذات وتنمية الشخصية الإيجابية التي تعزز من مفهوم المواطنة، مطالبين بزيادة صور ونماذج الإيجابية مع تقليص السلبية منها.
ودعا المشاركون إلى استثمار المشاريع والأفكار الإيجابية في تعزيز مفهوم المواطنة وربطهما معا من أجل خلق جيل ينبذ التطرف ويقف مع الوطن في الأزمات.

واختتمت الورشة بوقت مخصص من أجل تبني أسلوب التفكير والمناقشة "العصف الذهني"، حيث طرحت وناقشت العديد من الأفكار والمشاريع التي تحمل رسائل وقيم إيجابية في المجتمع ويمكن تطبيقها عبر الشبكات الاجتماعية مثل الحملات التوعوية وكيفية اختيار عناوين وشعارات مناسبة لكل مشروع.
وغلبت على الأفكار التي طرحها وناقشها المشاركون عملية استخدام أسلوب الصورة عبر صناعة الفيلم، وكذلك تبني الشبكات الاجتماعية كمنصة إعلامية لطرح الأفكار والحملات، إضافة إلى استحداث أيام خاصة لعرض الأفكار وتبني شعارات تلامس حاجات وسلوكيات المجتمع واستثمار الفنون المعبرة عن الأفكار في مختلف المناسبات كالأماكن العامة مثلا، حيث سعت الورشة للخروج برؤية وطنية شبابية على الشبكات الاجتماعية من أجل تعزيز اللحمة الوطنية، ورفع وعي المستخدمين والمتفاعلين في هذه الوسائل الإعلامية، وتجنب الوقوع في مخاطر الجماعات المتطرفة أو غير الأخلاقية.

image

image

image

image

تعليقات تعليقات : 0 | إهداء إهداء : 0 | زيارات زيارات : 772 | أضيف في : 02-08-2016 10:30 | شارك :


تعليقات الفيس بوك

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (2 صوت)

install tracking codes
للتواصل من خلال الواتساب 0506662966 ـــ 0569616606 البريد الالكتروني للصحيفة arartimes@arartimes.com ص ب 1567 الرمز البريدي 91441